ليحيى الوطـــــــــــــــــــــــــن......

يحدد يوم من كل عام ويعلن عنه ويعطى الموظفين والموظفات إجازات وتبث بهذه
المناسبة الأغاني الوطنية .....و......و.....
وبعد إثارة المشاعر للتعبير عن حبّ الوطن تعمّ الإحتفالية الشوارع ويجدها البعض متنفساً له سواءاً يعي مامعنى اليوم الوطني أم لا !!
فينتعش بيع الأعلام والفانلات المصبوغة باللون الأخضر وتزدحم السيارات لتأخذ
حقّها هي الأخرى بإظهار حبّها للوطن ومعذرة إن قلت أن الكثير يرى أن اليوم
الوطني هو اليوم المفتوح لتمتير الشوارع ويرى أن حبّ الوطن هو (ترزيز أعلام )
وإبداع باللون الأخضر على الملابس والسيارات والرقص والتمايل على أنغام الأغاني
الوطنية ...فهذا أقصى مايجيدونه للتعبير عن حبّ الوطن . ..
وتتمة القصة تأتي :
بعد الجولة الأولى تأتيكم الجولة الثانية /
تصادر الصور ويطارد المحتفلون وتحجز السيارات الملونة بلون العلم الأخضر..
وتكثّف الدوريات الأمنية في الشوارع مما يؤدي إلى تشتت الجهود عن نواحي أمنية
أهمّ !!
ثمّ تأتيكم الجولة الثالثة /
تشتغل الواسطات من أجل إخراج السيارات الموقوفة ، كما يجد الكثير من المشاغبين
فرصتهم للتعبير عن المواطنة الصالحة ( زعموا ) !! بتصوير تلك الإحتفاليات ويقومون
بنشرها على ملأ !!
فهل هذا مايجب أن نتقنه في اليوم الوطني ؟ وهل هذا هو الدرس الذي خرجنا به لتعليم الأجيال معنى المواطنة وبذل الجهود لرفعة الوطن ورقيّه ؟
إنني أسأل بكل وضوح وشفافية لماذا يحدد ويعلن عن اليوم الوطني مادام التعبير عنه سيمرّ بعدّة جولات وهذه الجولات تحتاج إلى وقفات ؟؟
أقترح مادام أنه مشروع دائم أن يكون فرصة لإبراز المواطنة الفعلية وذلك بتحفيز المواطن من أجل الوطن ...لم لايعلن عن :
(( أجمل حيّ ، أنظف حديقة ، أفضل مدرسة ))
لم لايكون حفل للنخبة المخلصة في الوطن ممن جنّدوا أنفسهم لخدمته ، لم لايتمّ اختيار:
ألمعلّم المتميّز
القيادي الناجح
المزارع الكفؤ
الإمام المواظب
الطالب المبدع
المخبز النظيف
الجندي المخلص
لم لانجعل لليوم الوطني أهدافاً سامية أرقى وأسمى من مجرد علم يعتلي سيارة
تضايق المارّة وتستفز السائرين ، لم لانجعل الوطن قصيدة في قلوبنا لذكرى جميلة
في نفوسنا بدل أن تكون أغنية يتراقص عليها شبابنا ويتمايلون وكفى !!
لم لايتمّ تأجيل إعلان الأخبار الطيبّة عن الوطن إلى هذا اليوم كافتتاح مستشفى أو مدرسة أو الإعلان عن تعيين وظائف ، بل لم لايعلن عن ميزانية الدولة كلها هذا اليوم لينشغل الناس بما هو أهمّ من احتفالية تمرّ بجولات ذكرتها آنفاً ......
أسأل الله أن لايوأخذنا بما فعل السفهاء منا وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وأن يحفظ ولاة أمرنا ويعينهم على طاعته .

كلمات قيمة

حازت على رضاي ولعلها تحوز على رضاكم
نقلتها لكم من تعليق على أحداث اليوم الوطني المؤسفة مع التنقيح والتعديل